وجاء المخيم يمشي جريحا
فعانق أمي وقال : أنا البحر
حتى ولو كنت ُ بين الجبال
لقد سرقوا الماء والملح
لكن أنا البرتقال
وضمته أمي .. ليرضع من صدرها حب كل الرجال
وقالت له : يا حبيبي
إذا اعتقلوا البحر إشرب حليبي وملح الرجال
وكان المخيم بالجرح يبكي وعيناه لا تبكيان
على كتفيه دبابتان وفي قدميه جميع الزمان
وظل المخيم يمشي على قلب أمي
ويصنع من حزنها مهرجان
بكى العرس حينا
وكان الشهيد .. عريسا ً على صدره وردتان
وضمته قبل الرحيل وقالت : دم الجرح يصبح زيت البنادق
وتلك الخيام التي مزقوها ستصبح بعد ُ حبال مشانق
وكان المخيم يحمل أسماء طقم الخيانة
فسلمها دفترا ً ثم قال : أمانة
وضم المخيم أمي فقالت : سأحمل ذكراك حقدا ً وحب
سأزرع إسمك في الياسمين وموت الخيانة في كل درب
راشد حسين . برقية من مخيم