Friday, April 11, 2008

يمد السماء اليك ِ ليحيا

- الدرس الأول -
كان في الستين .. ما زال يعلــّم

مرة جاء الى الصف وقال

أعربوا .. جاء المعلــّم

وحسبناه يمازح

فضحكنا وأجبنا

جاء . فعل .. ، والمعلم .. !!؟

وفهمنا فجأة .. في ثانية

فصمتنا

وسمعناه يتمتم .. جاء فعل

والمعلم .. .. لم يجيء

أوقفه البوليس ، لكن سيعلــّم


- الدرس الثاني -

وكبرنا معه في الصف

حتى قارب السبعين لكن

كان ما زال يعلــّم .. مثلا

قال المعلم .. سيدي يحلم بالثورة لكن لا يقاتل

جملة ألف مفيدة

والذي يعربها يضحي مناضل

فصمتنا

لم نقل شيئا ً ولكن

صمتـُنا كان يقاتل .. صمتـُنا كان ولكن

كان في الصف صبي أطعم الأرض يديه

ومشى زيتونها في شفتيه

اسمه عدنان .. فلاح بلا أرض ولكن

لم يكن بالصمت .. بل في كل ما فيه يقاتل

يومها شاهدته يرفع بالباء المعلم ويعلــّم

سيدي .. ليست مبتدأ

يحلم .. ليست فعل

الباء .. مجرورة

الثورة .. لا تجرها باء

لكن لا يقاتل .. هي الحقيقة


- الدرس قبل الاخير -

بعد يوم دخل الصف المعلــّم

جاء فرحانا وسريا كعطر البرتقال

كان في سبعينه طفلا ً .. فحيانا وقال

وضعوا عدنان في السجن

إعربيها يا صبايا

واعربوها يا رجال

ففرحنا .. وبكينا .. وهتفنا

عدنان .. فاعل

السجن .. مفعول به

وحرقنا النحو والصرف وأغلال القواعد

وتحولنا نضال

درس في الاعراب .. راشد حسين