Wednesday, June 24, 2009

لا تعترف

هذا سبيلي الزنبقي الى الفرح
لا تعترف .. أنت العنيد
شجر يشرش بين اكتافي
كيس من الخيش المعطر فوق رأسي كمامة
اتنفس الليمون منها والقمر
اللحظة الأولى لنا
اخلع ملابسك القديمة
قد خلعت
إني تجاوزت الرذاد الى المطر
الجولة الأولى لنا .. وترا وتر
والثانية والثالثة والعاشرة
والليل صولات وجولات
وآيات تحلق في سماء الرأس
أخماس لأسداس
وصحراء من الزمن الثقيل
لن يعبر الوسواس من باب هنا
لن يعبر الوسواس من تحت الأظافر
من يفرز الألوان غير القلب ؟!ـ
من يصنع البركان غير الشعب ؟!ـ
من يقلب الصحراء غير البحر ؟!ـ
من يقلب الأدغال حقلا أو مشاتل !ـ
قضبان هذا الحبس عابسة .. وواعدة
مكشرة .. مبشرة
والصبح آلاف من الأميال نقطعها بميل
والصبح آلاف من الأجيال نشعلها بجيل
خذ ليلة أخرى .. ها قد شربت
عشرين ثانية فقط .. عشرين موالا فقط .. من قحف رأسك
ثم تنتعش الدوالي في الضلوع
ثم تنتعش الدوالي في الخليل
هل تسمع الناي المخضب بالصمود
صوت ٌ حمامي ، سماوي .. يهدل أو يرتل من بعيد
.. لا تعترف ..
هذا نشيدك يا رفيقي .. قد تجمر في جسد
جبل من الفولاذ ينهض
قد تسخـّر في يديك لحم وفولاذ وشعر
ـ عتليت ـ شاهدة عليك
جبل من الفولاذ يكبر .. قد توزع في زنازين الشرف
.. لا تعترف ..
صمد المحقق ليلة أخرى ، ستين يوما . سبعين يوما
ليل ثقيل .. حرب من التحقيق طاحنة ضروس
قمر يجسم دربه .. قمر يفرش عزه
فوق المخيم والحقول
يا عسقلان أما حفظت نشيدنا .. يا عسقلان
يا نفحة الصحراء إنا صامدون وصامدون
فوق المخيم صامدون .. تحت المخيم صامدون
بين السقيفة والسقيفة .. بين الهراوة والهراوة
بين الضراوة والضراوة .. بين الشقاوة والشقاوة
سـَدوا الشوارع والمنافذ
سـَيّجوا منا الشفاه .. حتى المقابر فتشوا في غورها
الجوع منّ .. والفقر سلوى
صامدون وصامدون
شفتي تحاول أن تلامس صبحها
ثم تدفعني البصاطير الثقيلة نحو أغنيتي فأنشد
لا تعترف .. أنت العنيد
دش من الماء المبرد بالجليد
دش من الماء المسخّن في جهنم
أنت المخيم .. والمخيم والمخيم
افتح عيونك يا ولد !ـ
حيفا حواري
يا غراب القهر يا هذا المحقق
حيفا قراري أو كتابي المستمر الى الأبد
افتح عيونك يا ولد !ـ
تعلو عيوني أو تحلق بين ما نقشوا بصمت
حيثما جرفت أظافرهم فخلعها الشعار
تقرأ الجدران في عطش الدهاليز السحيقة للحقيقة والنهار
شجر يشرش بين أكتافي
تعلو عيوني فتلتهم العبارة إثر قافية وأخرى
ماذا علي ٌ قد كتب ؟ـ
زنزانتي حقل من الجدل المكثف بين روحي والظلام
سيظل عظمي في حلوق السالخين هو الذخيرة
هذا وليد .. ها ظل أحمد .. ها لون أمجد
ها مجد هاني .. ها قيد أسعد
جبل من الفولاذ ينهض
.. أنت العنيد ..
فتشت في وجعي وجدتك رابضا
فاكتب بفحمك أو بلحمك أو بعظمك بالحديد
يا رفاقي إن وريدي ذل يوما فاقطعوا مني الوريد
واكتب على كل الزنازين الفصيحة والغرف
لا تعترف .. ودع المحقق يقترف
ما شاء من .. عزف قديم او جديد
هذا نشيدك أو نشيدي . هل تذكر الكلمات
والأرض تصغي للنشيد
لا .. لن أريحك يا شتير ـ(شرطي)ـ
لن أعيدك حاملا ورقا ً جديدا ً او خبر
أو خيالا ً نرجسيا
بل فراغا مستمرا ً يا شتير
سوف أفرح حين تغضب .. سوف أكبر حين تتعب
هل عرفت الاسم مني ؟ـ
خالتي ؟ أو شغل عمي ؟ـ
أين أعمل ؟ ماذا أعمل ؟ ماذا أيضا ؟ـ
اخوتي ؟ أو لون أمي ؟ .. هذا يكفي
لن أزيد .. ماذا تفعل
إضرب الارقام واطرح
واشرب البحر وازبد
واكسر الأطراف واشبح
واسمع الديسكو قليلا
واسكب الخمر لشوشانا الجميلة
ثم قبلها وعد لي بانتشاء
لن اغير من غنائي
لا جديد .. ولا جديد
..
من وحل هذا السجن انهض يا شتير
من قهر هذا القبو أَصنع نجمتي
من خيش هذا الكيس أصنع للحبيبة شالها
ومن السلاسل ألف عقد أو قلادة
من ليل هذا الليل أشعل فرحتي
فارفع ملفك من هنا .. واحرق ملفك إن رغبت
أسمعت ما قلنا بعنف !!ـ
يا رفاقي إن وريدي ذل يوما فاقطعوا مني الوريد
..
هذا ابن كلب ـ رطن المحقق ـ ابن الزنى ممزير ـ( قذر)ـ
ما نخ ّ هذا .. ما عصفروه
هو لو رتسي لدبير ـ( لا يريد ان يتكلم )ـ
هو لو رتسي لدبير
..
ليلة أخرى إذا .. غيمة اخرى ترفرف
جاءت إليك من المخيم
لا تعترف .. يا صديقي يا رفيقي
واغترف من صمودك
واجبل المتراس في كل الصدور
واضرب جذورك في الوطن
واسكب عنادك في الجذور
يا مطلعا لقصيدة سوف ننشدها جميعا
في كل غرس أو نجاح
في كل بيت عندما نغفو قليلا أو نفتّح في الصباح
..
فاكتب على كل العواصف من دمائك والرياح
واكتب على كل العواصف من دمائك والرياح
.. لا تعترف ..
.. لا تعترف ..
.. لا تعترف ..
ــ سميح فرج ــ

3 comments:

Unknown said...

يا رفاقي إن وريدي ذل يوما فاقطعوا مني الوريد

هنا أقف
ومن هنا أمضي بشموخ

دمت أخضراً كالوطن

^_^

Anonymous said...

" لو روتسه لدبير"

*_*

بعرفش ليش عجبتني

غياب الخيام said...

ااااااااااااااااااااااه ياخيا لاجئ
مش عارفة ايش بدي قول
والله عجزت