Monday, December 7, 2009

موت ولكن

من اللجوء استل بندقيته وقاتل
ورسم سطور الكلمات فغنى شعرا وناضل
ومضى بعملياته شامخا
فعانق ظلام السجون لعقد ونصف
وحلق بعيدا عن تراب الوطن منفيا
هذا المنفى الذي يعج بالمعاناة كغيره من المنافي
لكنه اليوم عاد جثمانا مسجى ليعانق تراب الوطن من جديد
نائب سفير فلسطين في الضفة الشرقية لنهر الاردن
محمد أحمد أبو لبن ( أبا المعتز ) ـ
قضى بعيدا عن تراب الأرض لكنه عاد وبندقيته ذابلة هذه المرة
وتشتد الذكريات وينتفض المخيم ـ الدهيشة ـ بما يليق بهيبته
ويغمره تراب الأرض التي أحب
ويسري كما دماء العشق في أوردته نسيم الوطن
ويردد صوت بلادي ما خطته يداه ــ
أبدا ً لن تهزمنا الغربة
أبدا ً لن تقتلنا النكبة
بل يبقى في عمق الأعماق قويا
حب ٌ للوطن وللتربة

.. هذا ما كان ولكن ..
لنطرق حقل الأحداث على أرض الوطن هذه المرة
يعج المخيم بالجند ـ جندنا ـ والسلاح
ورايات الوطن المكلوم ، كما يوم النشور
وفي الشوارع الممزقة قادات وتيجان ونسور
وأكاليل الورد .. يغطيها بريق من الزيف الممزوج بالكذب
للقبور والمقابر رائحة الموت وأهازيج العناق
مع التراب إن أصغيت
لكنها غابت وتلك الأهازيج في موته أيضا
كأن الغياب ينشر خيوطه عليه
في ظروف الزمان والمكان على حد سواء
قام مقامها الرياء منتعلا فوق القبور يدب
وحضور إثبات التواجد كان حاضرا بعمق
يا رائحة عفنة لا يليق المكان بسيادتك الدنيئة
وليس يليق بأكثر من لون لأكثر من وجه على نفس الجسد
سحقا لكم يا سلة عفنة يضيع فيها عيش مقدس بكرامة الإنسان
وتأتي بكراهيتها تصب العرق والحزن على الأجساد عند التراب
كفى كذبا .. كفى دجلا .. كفى حزنا مصطنعا
كفى قياما على أجساد العظماء
هنيئا لك يا شهيدنا العودة ، وهنيئا لك يا فقيدنا البطولة
نم قرير العين ، فلم تبصر عينيك تلك العيون الكاذبة
التي لمعت فيها دموع الرياء
نم قرير العين ، فأنت الآن حر في التراب وفي السحاب
ولن ننسى ما نقشت ..
العيد يا أهلي سيغدو باسما يوم الرجوع لتربة الأوطان
حتما ستغدو كل ما جاءت به أعادينا طوى النسيان
والقادم أخطر ..

1 comment:

لاجئ الى متى said...

تنويه ..

قبل هذا التشييع المهيب
كانت قد رحلت عنا مناضلة
أم ٌ مقاومة
ولكن تشييع جثمانها كان متواضعا
تشييع لم يشهد قادات وقادات
حضره فقط القليل من اهالي المخيم

غاب عن التشييع رياء المتسلقين
غابت قادات الافساد
غاب العهر وحضر الطهر

الى رحــمة الله