رداءة الزمن التائه

الكأبة تغزو الجدران المحيطة بأقدام تائهة

لتبـدو الأزمنـة كعاهرات تتعرى بوقاحة الأمكنـة الافتراضية

تبتعد البوصلة عن متناول السواعد السمر

فتندثر المعطيات الحالمة عن اعتراض الرؤى والمبدأ السليم

ويغيب الهدف ، فتغيب الغاية .. ويبتعد السؤال

قم فقـاوم .. لا تسـاوم

 ليل حالك وصامت إلا من دوي الرصاص

وترنيمات الحجارة التي لم تنم أبدا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 جندي صهيوني أمام أحد المنازل المقتحمة 

في إطار التغطية ..

قوات الاحتلال الصهيوني تقتحم مخيم الدهيشة فجرا

بصحبة القوات الخاصة والكلاب المدربة

وتعتقل شابين من منزليهما في وسط المخيم

وسط مواجهات عنيفة دارت في الأزقة

حيث أبلغ لاحقا ًعن إصابة شابين في القدم

بالرصاص الحي ـ الكاتم للصوت ـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واستمرت المواجهات على مداخل المخيم 

حيث انسحبت قوات الاحتلال تحت أمطار من الحجارة

والزجاجات الفارغة والحارقة
وترددت أنباء عن إصابة جندي صهيوني

.. ولا زال لسان حال المخيم يصدح بوضوح تام

ـ( رافقتكم الحجارة والمولوتوف )ـ

صلاة ، وعدل مفقود

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد هذه السنوات السبع العجاف من التدوين

أذكر ما قيل لي حول اسوداد الرؤية لدي

كما وأذكر ما جال في بال البعض حول التفاؤل

سأنكر أنني سمعت كل ما مضى ..

وأبدأ .. هذه الحياة يجول فيها اللون الأسود دون رقابة

يضرب هنا وهناك ، وسط ادعاءات المساواة والعدل المفقود

يتخبط فيها الفقراء وسط التيه

تأملت جيدا ، وجدتهم يسجدون شكرا للرب على عطائه

أطرقت السمع علّي أتيقن مواضع شكرهم

فأرى العراء ، وأرى الهواء الممزوج بالصخب القاتل

صخب صرخات الأمعاء الدامية

...

اقتربت أكثر ، وأصغيت بحواسي العشر

كانت الفاجعة أنهم يطلبون دوام الحال فقط

لا زيادة في الرزق ، لا دم تائه يستقر على الجباه

فصرت وعلى غير إدراك أكرر وأكرر

..( لا دم . لا دم . لا دم ، جباهنا اكتفت )..

ثرثرة

ـ إليك .. أيها اللامنتمي في العصر المفقود ـ

مع خالص التحايا والحكمة المستترة

.     .     .     .     .     .     .     .

 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أيها البحر .. أين أنت من رمالك الجافة ؟؟ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما دلني أحد علي

سئلت : ما مدى رغبتك بمغادرة ما أنت عليه ؟؟
أجبت : تماما بقدر رغبتي بانتمائي إليّ

قضية أصغر من كفن

. . .

لم يكفي جسده لاكتمال العلم الفلسطيني

ولا أظن الوطن يحتمل احتواء جمجمته الصغيرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشهيد علي دوابشة ( 18 شهرا ) / دوما - نابلس 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

الشهيد ليث الخالدي / مخيم الجلزون